في إطلالتها الجريئة على السجادة الحمراء لمهرجان كانّ السينمائي بدورته الـ76، لفتت العارضة الإيرانية مهلاقا جابري الأنظار بصدرها المكشوف ونظرتها الملئئة بالتحدي. ولكن لم يكن هذا الظهور الجريء مجرد محاولة لاجتذاب الانتباه الإعلامي، بل كان له رسالة أكثر عمقًا.
اختارت جابري أن ترتدي ثوبًا أسودًا طويلاً من تصميم المصممة جيلا صابر، وكان هذا الثوب يحمل رمزية قوية. فقد كان تصميم الثوب على شكل حبل مشنقة يتدلى على رقبتها، وهذا التصميم كان إيحاءً للقضية الحساسة للإعدامات التي ينفذها النظام الإيراني. بالتالي، أرادت جابري أن تسلط الضوء على هذه القضية وتعبّر عن رفضها للظلم والاضطهاد الذي يُمارس في بلدها.
ولكن الرسالة لم تتوقف عند ذلك. إذ كانت إطلالة مهلاقا جابري تحمل تحية مؤثرة للنساء الإيرانيات، اللواتي يعانين من تقييد حرياتهن وتدخل النظام في ملابسهن وخياراتهن. وهذا كان ردًا على المشاركة الفاعلة للنساء في الاحتجاجات التي نشبت بعد مقتل مهسا أميني، وهي امرأة إيرانية شابة توفيت بسبب اعتداء جنسي.
إن الظهور الجريء والتعبير عن الرأي السياسي والاجتماعي من خلال الأزياء هو سبيل فعّال لجذب الانتباه إلى قضايا هامة و إلهام المجتمع للتفكير والتغيير. وبتواجد مهلاقا جابري على المسرح العالمي، أصبحت صوتًا للنساء الإيرانيات اللواتي يكافحن من أجل المساواة والحرية في بلدها. وعلى الرغم من المخاطر والتحديات التي تواجهها، فإنها قررت أن تكون صوتًا لهؤلاء النساء وتعبّر عن تضامنها معهنّ.
تجدر الإشارة إلى أن إيران، قبل وبعد الانتفاضة الإيرانية، عاشت فترة من الاضطهاد والقمع وتنفيذ العديد من عمليات الإعدام بحق المعارضين للنظام الإيراني. وقد أدى ذلك إلى احتجاجات شعبية واسعة، تشارك فيها النساء بشكل ملحوظ، ويعتبر مقتل مهسا أميني مثالا حادا للظلم الذي يتعرض له الكثيرون.